CoinExاخر الأخبار في سوق الكريبتو

لماذا ينخفض سوق العملات الرقمية اليوم رغم خطاب باول المائل للتيسير في جاكسون هول؟

الملخص

● تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المائلة للتيسير في ندوة جاكسون هول أشارت إلى احتمال خفض أسعار الفائدة، ما عزز المعنويات ورفع سعر بيتكوين مؤقتًا فوق 117,000 دولار وإيثريوم إلى أكثر من 4,800 دولار
● لكن السوق شهد تراجعًا حادًا في عطلة نهاية الأسبوع، حيث هبط بيتكوين قرب 110,000 دولار وسط تقارير عن بيع من “الحيتان القديمة”، ما محا المكاسب الأولية
● بيانات السلسلة أظهرت إشارات متباينة: ارتفاع تدفقات بيتكوين إلى المنصات يوحي بجني أرباح، بينما تراجع رصيد إيثريوم يشير إلى انتقال نحو العملات البديلة، ما قد يدل على بداية موسم “آلتكوين” بدلًا من نهاية السوق الصاعد
● المقاومة قصيرة الأجل من بيانات الخيارات قد تكبح بيتكوين مؤقتًا، لكن انتهاء العقود هذا الأسبوع قد يفتح المجال لارتفاع جديد، فيما العوامل الماكرو الاقتصادية طويلة الأجل تظل داعمة للعملات الرقمية كأصول مضادة للتضخم

المقدمة

يوم الجمعة الماضي، ألقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطابًا مفاجئًا بميله للتيسير في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، ما أشعل التفاؤل في الأسواق المالية. تصريحاته أوحت بتغير في أولويات الفيدرالي، وزادت من احتمال خفض الفائدة في سبتمبر. تفاعل سوق العملات الرقمية بقوة بدايةً: حيث اخترق بيتكوين حاجز 117,000 دولار، وقفز إيثريوم فوق 4,800 دولار. لكن هذا الصعود لم يدم طويلًا، إذ انقلبت الأسواق خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهبط بيتكوين إلى 110,600 دولار تقريبًا وسط أنباء عن قيام “حيتان قديمة” ببيع كميات ضخمة. هذا التراجع المفاجئ أثار حيرة المستثمرين، خصوصًا في ظل الخلفية الاقتصادية الإيجابية التي أشار إليها خطاب باول.

فلماذا إذًا يعاني سوق العملات الرقمية رغم وجود محفز صعودي قوي؟ هذا المقال يحلل العوامل المؤثرة في هذا التصحيح عبر استعراض تصريحات باول، بيانات السلسلة، معنويات السوق، والمؤشرات الفنية لفهم ديناميكيات السوق الحالية.

ما الذي طرحه باول في جاكسون هول؟

خلال الندوة، كشف باول عن تحديث مهم في إطار سياسة الفيدرالي النقدية يمهد لخفض محتمل للفائدة. الإطار الجديد يمثل ابتعادًا عن التركيز الصارم على السيطرة على التضخم. وأقر باول بواقع التضخم المرتفع وأسعار الفائدة العالية، مشيرًا إلى نهج أكثر مرونة في استهداف التضخم. الموقف الجديد يعطي الأولوية للتوظيف على حساب السيطرة الصارمة على الأسعار، ما يعني أن خفض الفائدة القادم سيرتبط أكثر بسوق العمل وليس بمؤشرات التضخم التقليدية مثل CPI أو PCE.

أكد باول أن ارتفاعات الأسعار الناتجة عن عوامل خارجية مثل الرسوم الجمركية مؤقتة. واعتبر أن ضعف سوق العمل سيحد من التضخم عبر تقليص القدرة الشرائية، ما يجعل استقرار الوظائف مسؤولية محورية للفيدرالي. وبذلك ينبغي على المستثمرين مراقبة بيانات التوظيف مثل الوظائف غير الزراعية بدلًا من مؤشرات التضخم. نبرة باول المائلة للتيسير رفعت توقعات السوق لخفض الفائدة في سبتمبر إلى 87% مقابل 70% قبل الخطاب وفق أداة CME FedWatch.

نظريًا، هذا التحول يفترض أن يكون إيجابيًا للأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية التي تزدهر في بيئات التيسير النقدي. لكن تراجع السوق لاحقًا يوحي بوجود عوامل أخرى.

بيع الحيتان يثير الذعر: هل انتهى السوق الصاعد؟

رغم التفاؤل بخطاب باول، واجه السوق تصحيحًا حادًا في عطلة نهاية الأسبوع. فقد ظهرت تقارير عن بيع “حيتان قديمة” من حاملي بيتكوين لكميات كبيرة، ما أثار الذعر وهبط بالسعر إلى 110,600 دولار صباح 25 أغسطس في التوقيت الآسيوي. هذا البيع المفاجئ أعاد المخاوف بشأن قرب نهاية السوق الصاعد الذي رفع بيتكوين سابقًا إلى قمة قياسية عند 124,000 دولار مطلع أغسطس.

لكن بيانات السلسلة تقدم صورة أكثر دقة. صحيح أن بعض الحيتان باعت، لكن ذلك لا يعني بالضرورة نهاية السوق الصاعد. إذ ارتفعت احتياطيات بيتكوين على المنصات قليلًا من 2.916 مليون إلى 2.924 مليون عملة بعد خطاب باول، بينما انخفضت احتياطيات إيثريوم. هذا التباين يوحي بأن بعض المستثمرين يحولون أموالهم من بيتكوين إلى إيثريوم بحثًا عن عوائد أقوى.

كما أن تراجع هيمنة بيتكوين إلى 58.2% يدعم هذا الطرح، حيث غالبًا ما يسبق ذلك بداية “موسم آلتكوين”. ما يعني أن التصحيح الحالي قد يكون مجرد إعادة توزيع استراتيجي لرؤوس الأموال بدلًا من فقدان الثقة بالعملات الرقمية.

متى سيعود بيتكوين للصعود؟

على المدى القصير، يواجه بيتكوين تحديات قد تؤخر التعافي السريع. فالبيع من الحيتان أضعف المعنويات، والمؤشرات الفنية تشير لمقاومة قوية عند 117,000 دولار. بيانات الخيارات تظهر أن السوق في بيئة “جاما إيجابية” فوق هذا المستوى، ما يعني أن صانعي السوق مستعدون للبيع عند أي صعود، وهو ما يحد من الارتفاعات. لكن مع اقتراب انتهاء عقود خيارات في 29 أغسطس، قد يخف هذا الضغط ويفتح المجال لصعود جديد.

رغم هذه الرياح المعاكسة، يظل الأفق المتوسط والطويل الأجل إيجابيًا لكل من بيتكوين وإيثريوم. فكلاهما سيستفيد من سياسات التيسير المنتظرة وتطورات تنظيمية داعمة. التجارب السابقة مثل طفرة ICO في 2017 وطفرة DeFi في 2020 تؤكد أن العملات البديلة قد تتفوق مؤقتًا، لكن بيتكوين يستعيد دائمًا دوره كملاذ آمن بفضل عرضه المحدود وخصائصه المضادة للتضخم.

الخاتمة

التراجع المفاجئ في سوق العملات الرقمية بعد خطاب باول المائل للتيسير يعكس تداخل عوامل متعددة. فرغم رفع التوقعات لخفض الفائدة وإشعال موجة صعودية أولية، أدى بيع الحيتان وتحول رؤوس الأموال نحو العملات البديلة إلى تصحيح حاد. بيانات السلسلة توحي بانتقال تدريجي نحو الآلتكوين مع تزايد قوة إيثريوم مقابل تراجع هيمنة بيتكوين.

قد تحد المقاومة عند 117,000 دولار من صعود بيتكوين مؤقتًا، لكن انتهاء عقود الخيارات قد يمهد الطريق لتعافٍ جديد. وعلى المدى الطويل، يظل كل من بيتكوين وإيثريوم في موقع جيد للاستفادة من زيادة السيولة واهتمام المؤسسات، ما يعزز مرونتهما رغم التقلبات.

ينبغي على المستثمرين متابعة بيانات التوظيف وقرارات الفيدرالي المقبلة، فهي ستشكل المسار القادم للسوق. ورغم المخاوف الحالية، قد يمثل هذا التراجع مرحلة صحية من التصحيح قبل انطلاقة جديدة في السوق الصاعد. منصات مثل CoinEx توفر أدوات متقدمة لمتابعة هذه التطورات، ما يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات مدروسة في مشهد دائم التغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى