رصيد الإيثريوم في المنصات يسجل مستويات قياسية منخفضة مع ازدياد طوابير التخزين: ماذا يعني ذلك لـ ETH؟
تشهد عملة الإيثريوم تحولات واضحة في سوقها، حيث بدأت تظهر عليها علامات صدمة العرض مع انخفاض الأرصدة في المنصات المركزية إلى مستويات تاريخية متدنية. في المقابل، يتزايد نشاط التخزين (Staking) بشكل كبير، إلى جانب ارتفاع وتيرة الاستحواذ المؤسسي، ما يخلق ضغطًا على كمية الإيثريوم المتاحة للتداول.
اختلاف المسار بين الإيثريوم والبيتكوين
أشار محللون إلى أن هناك فجوة لافتة بين رصيد البيتكوين والإيثريوم على المنصات. فبينما ارتفعت أرصدة البيتكوين إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر، واصل رصيد الإيثريوم الانخفاض، وهو ما يعكس تزايد تفضيل المستثمرين لاعتماد استراتيجيات تراكم الإيثريوم بدلًا من الاحتفاظ بالبيتكوين.
طوابير التخزين تكسر الأرقام القياسية
بحسب بيانات على السلسلة، هناك أكثر من 860 ألف ETH (بقيمة تقارب 3.7 مليار دولار) بانتظار الدخول في أنظمة التخزين، وهو أكبر تراكم منذ عام 2023. ويعزى هذا الارتفاع إلى دخول مؤسسات مالية كبرى، وتحسن ظروف السوق، وزيادة ثقة المدققين في شبكة الإيثريوم.
اليوم، يتم تخزين أكثر من 35.6 مليون ETH، أي ما يعادل 31% من إجمالي المعروض، بقيمة سوقية تقارب 162 مليار دولار. هذا الأمر يقلّص المعروض المتاح للتداول بشكل كبير ويزيد من الضغوط الصعودية على السعر.
الاستحواذ المؤسسي يتسارع
تشير التقديرات إلى أن ما يقارب 10% من إجمالي المعروض بات موجودًا في منتجات استثمارية متداولة علنًا، وهو مؤشر على توسع اعتماد المؤسسات على الإيثريوم عبر أدوات مالية رسمية. كما أظهرت البيانات أن الشركات خزنت أكثر من 4.7 مليون ETH بقيمة 20.4 مليار دولار، مع التزام معظمها باستراتيجيات تخزين طويلة الأمد بدلًا من التداول قصير المدى.
سلوك متباين بين المستثمرين
رغم هذه العوامل الإيجابية، يتم تداول الإيثريوم عند 4,368 دولار، أي أقل بـ 12% عن أعلى مستوى له في أغسطس. ويعود ذلك إلى ضغط البيع من صغار المستثمرين، في الوقت الذي يواصل فيه كبار الحيتان التراكم.
تشير البيانات إلى أن المحافظ الصغيرة (100 – 1,000 ETH) قللت من ممتلكاتها، بينما زادت المحافظ الكبيرة (10,000 – 100,000 ETH) عمليات الشراء، وهو ما يعكس انتقال العرض من الأفراد إلى المؤسسات كما حدث في دورات سابقة.
ما الذي ينتظر الإيثريوم؟
يرى محللون أن بعض المستثمرين الأفراد يتجهون لتحويل ممتلكاتهم إلى منتجات مثل صناديق ETF لتقليل مخاطر الحفظ المباشر. في المقابل، يعتبر آخرون أن ضغوط البيع الحالية من التجزئة تمثل قاعدة لانطلاقة صعودية مستقبلية، حيث تبقى الأساسيات صلبة رغم ركود الأسعار.
