20 يناير وما بعده: ماذا نتوقع بعد تولي ترامب الرئاسة؟

يقف سوق العملات الرقمية عند مفترق طرق بين الترقب وعدم اليقين مع استعداد دونالد ترامب لتولي منصب الرئاسة في 20 يناير. وبفضل سياساته المثيرة للجدل وأسلوب قيادته غير المتوقع، قد يُحدث عودة ترامب إلى السلطة تحولات كبيرة في مشهد الأصول الرقمية. من تغييرات تنظيمية محتملة إلى تحولات في السياسات المالية والأولويات الاقتصادية، يستعد مجتمع العملات الرقمية لما يحمله المستقبل. هل ستعزز هذه الإدارة الجديدة الابتكار والتبني، أم ستجلب مزيدًا من التدقيق والقيود؟ وبينما يترقب العالم، يستعد سوق العملات الرقمية لفصل جديد قد يُعيد رسم مساره في السنوات القادمة.

رؤية ترامب الجريئة: إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين

في مؤتمر “بيتكوين 2024” في يوليو، وعد دونالد ترامب بتعزيز موقع الولايات المتحدة في مجال العملات الرقمية من خلال “إنشاء أصل وطني دائم يعود بالنفع على جميع الأمريكيين.” أثارت هذه الخطوة تكهنات بين خبراء الصناعة، حيث رجّح البعض أن إدارة ترامب تهدف إلى إنشاء احتياطي للبيتكوين، وهي خطوة قد تتطلب موافقة الكونغرس. ومن المتوقع أن تُدير وزارة الخزانة هذا الاحتياطي، والذي قد يشمل أصول بيتكوين تمتلكها الحكومة بالفعل – تُقدر بحوالي 21 مليار دولار تم الاستيلاء عليها من جهات إجرامية.

في خطابه بشهر يوليو، أشار ترامب إلى أن هذا المخزون يمكن أن يشكل أساس الاحتياطي، على الرغم من عدم وضوح العملية القانونية لنقل هذه الأصول من وزارة العدل. وفي سياق متصل، قدّمت السيناتور الجمهورية سينثيا لوميس من وايومنغ مشروع قانون يدعو لاقتناء مليون بيتكوين، ما يعادل 5% من إجمالي المعروض، على أن يتم الاحتفاظ بها لمدة 20 عامًا. ولتمويل هذا المشروع الطموح، ستقوم الحكومة بتعديل تقييم حوالي 11 مليار دولار من شهادات الذهب ضمن ميزانية الاحتياطي الفيدرالي. ويقترح القانون أيضًا شراء 200,000 بيتكوين سنويًا لمدة خمس سنوات، مع التأكيد على أن هذا الاحتياطي يمكن أن يعزز الدولار الأمريكي ويساهم في معالجة ديون البلاد البالغة 36 تريليون دولار.
ومع ذلك، واجهت فكرة الاحتياطي الوطني للبيتكوين انتقادات من بعض الخبراء الذين يرون أن الاحتفاظ بأصل متقلب مثل البيتكوين قد لا يكون استراتيجية حكيمة للنمو الاقتصادي، مستشهدين بسجل العملة في الانهيارات السعرية التي تجاوزت 90%. كما حذّر أوين لاو، كبير المحللين في شركة أوبنهايمر، من أن شراء وبيع البيتكوين بنشاط قد يكون محفوفًا بالمخاطر ويصعب تبريره أمام الجمهور.

إذا نُفّذ هذا المشروع بفعالية، قد يضع الولايات المتحدة في طليعة تبني العملات الرقمية وحوكمتها. ومع تقدم الخطة، ستصبح بلا شك مقياسًا لمستقبل دور العملات الرقمية في الاقتصاديات الوطنية.

اجتماعات ترامب الاستراتيجية مع عمالقة العملات الرقمية

يتطلب إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين أكثر من رؤية ترامب فقط؛ بل يحتاج إلى تعاون مع خبراء الصناعة والنظر بعناية في مختلف العوامل. ولهذا الغرض، أجرى ترامب لقاءات مع شخصيات بارزة في مجال العملات الرقمية، مثل كريس مارسزاليك، وبريان بروكس، وكريس جيانكارلو.

التقى ترامب مع كريس مارسزاليك، الرئيس التنفيذي لشركة “كريبتو.كوم”، في فلوريدا لمناقشة إطلاق احتياطي البيتكوين في الولايات المتحدة. وتزامن هذا الاجتماع مع قرار مارسزاليك بإسقاط دعوى قضائية ضد لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، كما أعلن في منشور عبر منصة “إكس”.

واقترح ترامب أيضًا، بعد فوزه الانتخابي، إنشاء دور دائم لمستشار “العملات الرقمية” داخل البيت الأبيض، حيث يُعتبر بريان بروكس، المدير التنفيذي السابق لمنصتي “كوينبيس” و”بينانس يو إس”، مرشحًا بارزًا لهذا المنصب.
كما برز كريس جيانكارلو، الرئيس السابق للجنة تداول السلع الآجلة، كمرشح رئيسي لدور مشابه يُعرف بـ”قيصر العملات الرقمية”. ومن المتوقع أن يلعب هذا المجلس دورًا مركزيًا في صياغة التشريعات والسياسات الداعمة لنمو صناعة العملات الرقمية.

تحولات تنظيمية: نحو بيئة أكثر وضوحًا للعملات الرقمية

يُتوقع أن تلعب الإصلاحات التنظيمية دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الأصول الرقمية تحت إدارة ترامب. وتشير التكهنات إلى أن لجنة تداول السلع الآجلة ستستعيد صلاحياتها لتنظيم بعض الأصول الرقمية، بما في ذلك البيتكوين والإيثيريوم.

ووفقًا لتقارير “فوكس بيزنس”، تعتزم الإدارة الجديدة تعزيز دور اللجنة عبر منحها الإشراف على جزء كبير من سوق الأصول الرقمية البالغ قيمته 3 تريليونات دولار. هذه الخطوة قد تحد من تأثير لجنة الأوراق المالية والبورصات التي تعرضت لانتقادات بسبب نهجها في تنظيم الصناعة.

ويرى الخبراء أن هذه التغييرات يمكن أن تُسهم في خلق بيئة أكثر شفافية وكفاءة لتداول الأصول الرقمية في الولايات المتحدة.

الخلاصة: فرص وتحديات العملات الرقمية في ظل إدارة ترامب

تقف العملات الرقمية أمام حقبة جديدة مع عودة ترامب للرئاسة. ومع مبادراته التي تشمل إنشاء احتياطي وطني للبيتكوين، وتعزيز دور لجنة تداول السلع الآجلة، والانفتاح على التعاون مع قادة الصناعة، تبدو الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز مكانتها كقوة رائدة عالميًا في مجال العملات الرقمية.

عن CoinEx

تأسست منصة “كوين إكس” في عام 2017، وهي منصة تداول عملات رقمية عالمية تهدف إلى تسهيل التداول على المستخدمين. تقدم المنصة خدمات تشمل التداول الفوري والمستقبلي، والتداول بالهامش، والإدارة المالية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لأكثر من 10 ملايين مستخدم في أكثر من 200 دولة ومنطقة.