المؤسسات تستحوذ على 3.2% من إجمالي عرض الإيثيريوم خلال شهرين فقط

كشف تقرير جديد أن المستثمرين المؤسسيين استحوذوا على نحو 3.2% من إجمالي عرض عملة الإيثيريوم (ETH) منذ بداية شهر يونيو، في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا في ديناميكيات السوق ودخول رؤوس أموال ضخمة إلى ثاني أكبر عملة رقمية في العالم من حيث القيمة السوقية.
تراكم مؤسسي ضخم خلال فترة قصيرة
وفقًا للمحلل المتخصص في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) نيت جيراسي، فقد شهدت سوق الإيثيريوم موجة قوية من الشراء المؤسسي خلال الشهرين الماضيين، خاصة من جهتين رئيسيتين:
-
شركات أضافت عملة ETH إلى خزائنها كأصل احتياطي
-
صناديق الاستثمار المتداولة (Spot ETH ETFs) التي بدأت في شراء كميات كبيرة من العملة
كل جهة من هذه الجهات استحوذت على نحو 1.6% من المعروض الكلي للإيثيريوم، ما يعني أن المؤسسات مجتمعة باتت تمتلك أكثر من 3.2% من إجمالي العملة المتداولة في غضون شهرين فقط.
يوليو.. شهر التدفقات الأكبر
شهد شهر يوليو وحده تدفقات ضخمة لصناديق الإيثيريوم المتداولة، حيث سجلت هذه الصناديق صافي تدفق بلغ 5.43 مليار دولار، بحسب بيانات منصة SoSoValue، وهو رقم يفوق مجموع التدفقات في كل الأشهر السابقة مجتمعة، مما يفسر جزئيًا صعود سعر الإيثيريوم بأكثر من 85% خلال نفس الفترة.
ويرى بعض المحللين أن دخول هذه السيولة الكبيرة ساعد في تعزيز ثقة السوق، وأدى إلى ارتفاع سريع في الأسعار.
جدل داخل المجتمع.. هل هي سيف ذو حدين؟
رغم أن كثيرًا من مستخدمي العملات الرقمية يرون في هذا التوجه المؤسسي إشارة إيجابية على نمو الطلب ودعم طويل الأمد لسعر الإيثيريوم، فإن هناك من ينظر للأمر بتحفظ.
يحذر بعض النشطاء من أن سيطرة عدد محدود من الجهات الاستثمارية على نسبة كبيرة من المعروض قد يؤدي إلى تقلبات حادة في السوق في حال قررت هذه الجهات البيع الجماعي مستقبلًا، وهو ما قد يضغط بشدة على الأسعار.
مستقبل واعد أم مخاوف من الاحتكار؟
الجدل حول دور المؤسسات في سوق الإيثيريوم لا يزال قائمًا. فمن جهة، يعتبر دخول هذه الجهات دعمًا كبيرًا للاعتماد المؤسسي وثقة المستثمرين الكبار، ومن جهة أخرى، يثير تساؤلات حول اللامركزية الحقيقية ومستقبل التحكم في العرض والطلب.
لكن حتى اللحظة، يغلب على المشهد طابع الإيجابية والتفاؤل، إذ يرى معظم المحللين أن الاستثمار المؤسسي يمثل مرحلة جديدة في تطور سوق الإيثيريوم وقد يعزز مكانته كمنافس جاد للبيتكوين في قيادة السوق.