تصاعد سرقات الهواتف المرتبطة بالعملات الرقمية في لندن مع تفريغ المحافظ

تشهد لندن ارتفاعًا ملحوظًا في جرائم سرقة الهواتف التي تستهدف مستخدمي العملات الرقمية، حيث يتمكن اللصوص من الوصول إلى المحافظ الرقمية وتصريف محتوياتها بسرعة. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة Financial Times، فقد خسر كريستيان ديبوليتو، البالغ من العمر 42 عامًا، نحو 40 ألف جنيه إسترليني من العملات الرقمية بعد أن هاجمه أربعة رجال بالقرب من دوار “أولد ستريت” أثناء عودته من سهرة ليلية، حيث تم سحب أمواله خلال ساعات.
تزايد حيل اللصوص في شوارع لندن
هذه النوعية من السرقات لم تعد نادرة، إذ تشير بيانات شرطة لندن إلى قفزة كبيرة في عدد السرقات المرتبطة بالعملات الرقمية، خصوصًا في منطقتي “أولد ستريت” و”بريكسون”. يقوم اللصوص بخطف الهواتف من المارة ثم يكسرون وسائل الحماية للوصول إلى تطبيقات المحافظ وتحويل مبالغ ضخمة.
الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا يمثلون الفئة الأكثر استهدافًا، حيث يمتلك واحد من كل أربعة عملات رقمية، فيما يكون الرجال الأكثر عرضة للخطر. غالبًا ما يتعقب المهاجمون شبانًا عائدين من السهرات، يتظاهرون بالود لإقناعهم، ثم يخطفون الهاتف في لحظة الدخول للتطبيقات.
ضحايا وخسائر متزايدة
من بين الضحايا، نيل كوتاك الذي فقد 10 آلاف جنيه إسترليني بنفس الطريقة. أوضح أن اللصوص بدوا ودودين وطلبوا رقمه، ثم خطفوا هاتفه أثناء تسجيل الدخول.
تعكس هذه الجرائم مدى اعتماد الناس على الهواتف لإدارة حياتهم اليومية، ما يمنح اللصوص وصولًا إلى البريد الإلكتروني وكلمات المرور وأكواد المصادقة الثنائية وحتى صور جوازات السفر، مما يسهّل السيطرة على الحسابات الرقمية.
تحديات التحقيق والملاحقة
ورغم إمكانية تتبع حركة العملات الرقمية، فإن معظم اللصوص يفلتون دون عقاب بسبب نقص الخبرات والموارد لدى الشرطة البريطانية لملاحقة الجرائم المعقدة المتعلقة بالعملات الرقمية.
أفاد الضابط السابق “باوندر” أنه قدّم 20 بلاغًا مدعومًا بالأدلة لوحدة مكافحة الاحتيال، إلا أن أياً منها لم يتقدم خطوة. ومع ارتفاع نسبة سرقات الهواتف 150% العام الماضي وخسائر تجاوزت 50 مليون جنيه إسترليني في لندن وحدها، يبقى مستخدمو العملات الرقمية الشباب أمام خطر متزايد يستدعي الحذر الشديد في الشوارع.
الخلاصة
تصاعد سرقات الهواتف في لندن يعكس خطرًا متناميًا يواجه مستخدمي العملات الرقمية، خاصة فئة الشباب. ومع ضعف المتابعة الأمنية، تصبح الوقاية والوعي الرقمي الوسيلة الأهم لحماية الأصول الرقمية من الوقوع في أيدي المجرمين.